كتب علاء سيد أن المجازر والدمار في غزة بلغ مستويات غير مسبوقة، بينما تتحرك إسرائيل نحو خطوة جديدة تتعلق بالضفة الغربية على غرار السيناريو الجاري في غزة. وتتصاعد التوترات إقليمياً ودولياً وسط مخاوف جدية من إعلان وشيك لضم الضفة الغربية. واعتبر قدورة فارس، الوزير الفلسطيني السابق وعضو المجلس التشريعي، أن الضم يمثل جزءاً محورياً من المشروع السياسي لأحزاب متحالفة مع الليكود في حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.
أوضح ميدل إيست مونيتور أن الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين من دول غربية طالما دعمت إسرائيل، ترافقه تحذيرات قوية من أي ضم أحادي للضفة. السفير الإسرائيلي السابق ألون ليئيل أكد أن أمام الحكومة خيارين: إما الرد دبلوماسياً على قرارات الاعتراف أو إعلان الضم كعقوبة جماعية ضد تلك الدول. ويرى مراقبون أن اليمين الإسرائيلي يستغل لحظة التحول الدولي ليعمّق سيطرته على الأرض.
في نظر اليمين الإسرائيلي، الدعم غير المسبوق الذي وفرته إدارة ترامب شكّل فرصة ذهبية لتكريس السيادة على "يهودا والسامرة". كتب جيسون شفيلي في صحيفة إسرائيل اليوم أن "لا إدارة أمريكية أخرى كانت أكثر تقبلاً لضم الضفة"، داعياً إلى الإسراع بالخطوة. ويعتقد ألون ليئيل أن واشنطن قد تدعم الضم، لكنه يحذر من تهديد هذه الخطوة لاتفاقيات أبراهام التي يفاخر نتنياهو بإنجازها مع الإمارات والبحرين.
يرى فلسطينيون أن ضم الضفة يكمل مشروع "إسرائيل الكبرى"، خصوصاً بعد دفع جزء كبير من سكان غزة جنوباً، بما يوحي بخطط تهجير نحو مصر. حذر قدورة فارس من أن الضم يستهدف الأردن أيضاً عبر دفع الفلسطينيين غرب النهر شرقه، ما يستدعي موقفاً عربياً حاسماً.
داخل إسرائيل، عبّر يائير لابيد، زعيم حزب "هناك مستقبل"، عن رفضه للخطوة ليس من منطلق مبدئي بل بسبب توقيتها وكلفتها الدبلوماسية الثقيلة. وأكد أن الضم سيجلب عزلة دولية أوسع ويستفز مجتمعاً دولياً بدأ بالفعل يتحرك ضد إسرائيل. لكن ليئيل يشير إلى أن شريحة واسعة من المجتمع الإسرائيلي الديني لا تكترث بردود العالم وتعتبره معادياً لليهود على أي حال.
شدد قدورة فارس على أن الضفة الغربية تبقى أرضاً محتلة، وأن الفلسطينيين يملكون حق مقاومة الاحتلال، مؤكداً عدم شرعية أي ضم وفق القانون الدولي. ويعكس ما يجري في غزة والضفة خطة واحدة: تهجير السكان، تدمير المخيمات مثل نور شمس وجنين، وتوسيع المستوطنات لقطع أوصال الجغرافيا الفلسطينية. بهذه السياسات، تغلق إسرائيل كل أبواب حل الدولتين وتعمل على اقتلاع الفلسطينيين نهائياً من أرضهم.
تستغل إسرائيل السنوات الثلاث المتبقية من الإدارة الأمريكية الحالية لفرض وقائع تاريخية. ورغم أن هذه الفترة قد تسمح بما كان يبدو مستحيلاً، إلا أن النضال الفلسطيني الممتد منذ ثمانية عقود لن ينتهي خلال هذه النافذة الضيقة، بل سيستمر ما دامت مشاريع الضم والاقتلاع قائمة.
https://www.middleeastmonitor.com/20250921-gaza-bleeds-israel-plans-its-next-move-annexing-the-west-bank/